اختاه قبل الندم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يا نفس ....
كيــــف بـــــك إذا جاءتك السكـــــــرات وبلغــــــت الــــــروح منــــــــك التـــــــراق ؟
كيف وقد صــار إلى الله المساق يا لهـــــف نفسي أم كيف بك إذا وقفت مع العباد يوم التـــلاق
(يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء) (يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها )
ليتني أعرف بأي رجل سأخطو إليه إذا نوديت على رؤوس الأشهاد ؟
وبأي بدن ســأقف بين يديه يوم التناد ؟ وبأي لســـــان سأجيب علية ؟
ما حـيلتي وقد حل القضاء وكيـــــف احتيالي إذا شهـــدت الأعضاء ؟
مــــــــن سيلهمــــــــــني حجـــــتي ؟ مـــــن سيــــــــــــدافع عــــــنى؟
قد تبرأ الأصحاب .... فلا أصحاب . وتقطعت الأسباب ... فلا أنساب
الـــــدنيـــــا الغـــــــــــرارة قد ولت عنى والشيطان الرجيم تبرأ مني .
كيـــــف لم أقــــــــم لله حســـــــــابـــــاٌ ؟! ولم أخـــــــــش له عقاباٌ؟!
من لي إذا حجبت في ذلك اليوم عن ربي ؟ فلم يزكيني ..... ولم ينظر إلى ... ولم يكلمني .
من لي إذا نادى المنادي بمن عصى إلى أين إلجائي؟ إلى أين أهرب؟
لذلك أدعوك أختاه أن تتذكري .
أختاه ........................ تذكري
تذكري
أن الله لم يخلقك عبثا ولم يتركك سدي بل أن الله خلقك لغاية جليلة ألا وهي عبادته قال
الله تعالى
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .
والله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدار للاختبار فبعد انقضاء الأعمار الكل سيقف بـين يديه ليس بينه وبين الله حجاب فيسأله عن الصغير والكبير والنقير والقطمير.
قال تعالى في الحديث القدسي :
( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا
فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) أخرجه مسلم
أختاه ..........تذكري أن الموت قادم
أختاه ............... تذكري لحظة دخولك القبر
أختاه .......... تذكري ...... شدائد يوم القيامة
أختاه ......تذكري مجيء جهنم
تذكري أن نعيم الدنيا كله لا يساوأختاه .........
تذكري وقوفك بين يدي الله الجليلي غمسة في جهنم .
أختاه ..........تذكري يوم تشهد عليك الجوارح والأركان
أختاه .........تذكري تطاير الصحف
أختاه .............تذكري الميزان
أختاه ................تذكري الصراط وأهواله
أختاه ..........جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها أليم .
أختاه ...........لا أرضى لك أن تكوني ملعونة
أختاه ...............لا أرضى لك أن تكوني زانية :-
أختاه......لا أرضى لك أن تكوني من المجاهرات بالمعصية
أختاه.....لا أرضى أن تكوني سلاحاً وأداة هدم يستخدمه دعاة التقدم لهدم الإسلام
أختاه ....... لا أرضى لك أن تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى :-
أختاه ....... لا أرضى لك أن يثقل ميزان سيئاتك
أختاه.... لا أرضى لك بان تكوني بمن رضي بهذه الحياة الدنيا دون الآخرة
أختاه لا أرضى أن تطيلي الأمل فتسيئي العمل :-
أختاه .........لا أرضى لك أن تنخلعي في حيائك
لا أرضى لك أن تحشري مع الكافرات يوم القيامة
لا أرضى لك أن تكوني من أهل النار
أختاه ......التوبة والعمل قبل انقضاء الأجل
أختاه .....التوبة والحجاب قبل الحساب
أختاه
أعلمي أن الله غفور رحيم يغفر الذنب ويقبل التوبة ويستر العيب وهو القائل :
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )
وهو القائل : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) .
أختاه فما عليك إلا أن ترفعي يديك في ذل وانكسار وخضوع وتقولي
( اللهم أسألك بعزك وذلي وبقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك أن تغفر لي وترحمني هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك عُبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك ) .
ساعتها يغفر الله بمشيئته ما تقدم من ذنبك مهما كان .
فيقول الله تعالى في الحديث القدسي : ( يابن آدم ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يابن آدم إنك لو آتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) ( الترمذي )
قراب الأرض ( أي مــــــــــا يقــــــــــارب مـــــــــــلء الأرض ) .
العنــــــــــــان ( ما عن منها أي ما ظهر والمقصود هو السحاب ) .
فيا كــبير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر
أعظـم الأشياء في جانبك عفــو الله تغفر
فعليك أختي بالمبادرة فإنما هي الأنفاس لو حبُست عنكِ انقطعت عنك أعمالك التي تقربك من الله
سمع الفضيل بن عياض رجلا يقول إنَّ لله وإنَّ إليه راجعون قال يا هذا أتعرف ما معناها ؟ قال نعم أعلم أنى لله عبد وأنى إليه راجع ، قال الفضيل من علم أنه لله عبد وانه إليه راجع علم أنه موقوف بين يديه ومـن علم أنه موقوف علم أنه مسئول ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا فبكى الرجل وقال ما الحيلة ؟ قال الفضيل يسيره قال الرجل ما هي يرحمك الله ؟ قال الفضيل أن تتقي الله فيما بقي يغفر الله لك ما قد مضى .
فالتوبة أختاه قبل أن يدهمك الموت ويهجم الدود وينخر العود وتسيل المآقى على الخدود وعندها لابد من سؤال وهو لماذا تبرجت ؟ ولابد أيضاً من الجواب فماذا تقولين ؟ أتقولين تبرجت حباً في معصية الله ورسوله أم تقولين تبرجت كراهية للحجاب الذي فرضه الله تعالى ؟ أم ماذا تقولين فلابد أخت من الجواب ولا ينجي عندها إلا الصواب فأعدي للسؤال جواباً وللجواب صواباً هداك الله .
فبصوت الأخت المشفقة وكلام الناصحة المنذرة أقول لك :-
أختــــاه قفي مـــــع نفســـــــــك لحظة صدق وقولي لها يا نفس ........................
كيف أنت منى غداٌ وقد رأيت ركاب أهل الجنة يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم .
كيــــــف بـــــــك وقد حيــــــــــل بينـــــــك وبينــــــــــهم . هل سينفـــــــــع النـــدم ؟
هــــــــل ستغـــــــنى الحســــــــرات ؟ أم هــــل سينفع طلب الرجوع عند الممـات .
واخيرا
يـــا ذا الجـلال ويا ذا الجود والكـــرم إني أتيــتــــك أخشـــــى زلة القــدم
ذنــــــبي عظـيم وأرجو منك مغفــرة يــــا واسـع العفو والغفران والكرم
دعوت نفســي إلى الخيرات فامتنعت وأعرضت عن طريق الخير والنعم
خسرت عمري وقد فرطت في زمني في غير ما طاعة المولى فيما ندمى
ذي حـــالتــــــي وانكساري لا تخيبي أرجو الرضا منك بالغفران والكرم